مفاجئة جديدة وغريبة تثير الجدل حول مستقبل تطبيق تويتر الجديد، حيث أعلن الملياردير ورجل الأعمال المعروف ايلون ماسك يوم الإثنين 25 يوليو عن تغيير شعار تويتر المعروف منذ انطلاقة التطبيق عام 2006 إلى شعار جديد، عبارة عن حرف X بالأبيض على خلفية سوداء. في متابعة منه لمسيرة شغفه بالحرف X والتي تلاحظ في مختلف أعماله وشركاته. ليتحول اسم تطبيق تويتر الشهير إلى X- Corp.
فما هو السبب في ذلك التغيير وما هي التأثيرات التي يمكن أن تنتج عن هذا القرار؟
تغيير شعار تويتر؛ تداعيات سابقة لتغيير جذري
قد يظن البعض أن التغيير الذي طال منصة تويتر في الوقت الحالي هو عبارة عن تغيير في الشعار وأيقونة الموقع فقط، لكن التغيير الحاصل اعمق من ذلك بكثير، حيث يعتبر نقطة انطلاق لتحويل منصة العصفور الأزرق سابقاً إلى موقع لكل شيء على حسب وصف المديرة التنفيذية للموقع.
كما سبق وأن أشار مالك الموقع الحالي الملياردير إيلون ماسك إلى أنه ينوي أن يصنع تطبيقاً لكل شيء، يمكن المستخدمين من إجراء مختلف التعاملات اليومية من محادثات ومكالمات صوتية ومرئية وحتى ومعاملاتهم المالية وحجوزاتهم وتنقلاتهم. محاكياً بذلك تطبيق ويتشات WeChat الصيني العملاق. والذي يعتبر أحد أهم التطبيقات حول العالم والأكثر استخداماً وخاصةً في الصين، وذلك لما يتيحه لمستخدميه من تسهيلات من خلال كونه منصة تواصل اجتماعي ودردشات وإمكانية إجراء مكالمات ومختلف التحويلات المالية.
وقد سبق تغيير شعار تويتر واسم الموقع الكثير من التغييرات الجذرية في المنصة والتي جعلت البعض مستاء من هذه التغييرات والسياسات الجديدة والبعض الآخر يقضي أوقاتاً أكثر على التطبيق.
ما هي الميزات الجديدة في تطبيق تويتر الجديد؟
أشار المالك الحالي للتطبيق أنه مع تغيير شعار تويتر واسم التطبيق إلى X- corp ستتم العديد من التغييرات، وسيتم إضافة العديد من الميزات، والتي من ضمنها إضافة مية الدردشات وإمكانية إجراء مكالمات صوتية ومكالمات فيديو، بالإضافة إلى إجراءات ركوب المواصلات والحجوزات الفندقية ومختلف المعاملات المالية.
تويتر الجديد؛ خسارات كبيرة تسبق التغيير..
بات من المعروف أن معظم التغييرات السابقة أثرت بشكل سلبي على المنصة وخاصةً من حيث قيمتها في السوق، وذلك على حسب دراسة أجرتها شركة فيديلتي الخاصة بالمنتجات الرقمية، والتي قدرت قيمة الموقع بـ 15 مليار دولار، أي أنه خسر أكثر من نصف قيمته السوقية منذ استحواذ إدارة إيلون ماسك عليه. وهذا ما صرّح به إيلون ماسك بنفسه في تغريدة سابقة على حسابه الرسمي أن تويتر خسر أكثر من نصف قيمته خلال العام الفائت. وبالرغم من ذلك يواصل إيلون ماسك في تغييراته إلى أن نسف جميع مرتكزات منصة تويتر بعد التغيير الشامل الذي طال المنصة من حيث الاسم والشعار وتوجهاته ليكون تطبيقاً شاملاً لكل شيء.
ويرى الكثير من المحللين أن تغيير شعار تويتر واسمه وتوجهاته من شأنه أن يعزز خسائر تويتر من حيث قيمته الحالية كعلامة تجارية رائدة في السوق الرقمي.
تغيير شعار تويتر ليس الأول من نوعه
رأينا في السنوات السابقة العديد من الشركات الرائدة في مجالات الانترنت غيرت اسمها من الاسم الأساسي إلى اسم جديد يشمل كل تطبيقاتها ومنتجاتها الرقمية، تماماً مثل Google حين غيرت اسمها إلى Alphbet وفيسبوك التي غيرت اسمها إلى ميتا. لكن هل تغيير شعار تويتر واسم المنصة ينطبق عليه الأسباب ذاتها؟
في الحقيقة إن تغيير شعار تويتر لا يشبه التغييرات الحاصلة في الشركات الرقمية الأخرى، فعلى عكس تطبيق تويتر أو X- Corp حالياً فإن تطبيق تويتر هو المنتج الوحيد لدى المجموعة، بينما تمتلك كل من ميتا و Alphapet مجموعة متنوعة من التطبيقات (منتجات رقمية). والحقيقة أن سعي ماسك لإنشاء تطبيق لكل شيء يكمن وراءه الكثير من المخاطر، والتي سنتعرف عليها.
مخاطر التطبيق الواحد “تطبيق لكل شيء”
يجمع الخبراء على وجود العديد من المخاطر التقنية والتحديات التي من الممكن أن تواجه تطبيقاً واحداً شاملاً لكل شيء مثل تطبيق X- corp من ضمنها:
- زيادة تكاليف الصيانة التقنية.
- انخفاض نسبة التركيز على التطوير.
- انخفاض جودة التحسينات التي من الممكن أن تطرأ على التطبيق.
- بالإضافة إلى مخاطر تهدد المنظومة كلها بالانهيار فيما لو تعرض التطبيق لانهيار.
بينما وجود أكثر من تطبيق كما هو الحال مع ميتا و Alphabet يمنح المنظومة أماناً أكثر وتطويراً أفضل وخيارات متعددة فيما لو تضرر أحد تطبيقات الشركة.
تحديات تسويقية لتغيير شعار تويتر
في سياق متصل يرى العديد من الخبراء أن فكرة تغيير شعار تويتر نحو إصدار تطبيق X- corp “تطبيق كل شيء” ليست فكرة مثيرة للاهتمام بالنسبة للمجتمع الغربي على عكس المستخدمين الآسيويين الذين يرون في تطبيق مثل WeChat تطبيقاً مثالياً يجمع كل شيء. حيث يفضل المستخدم الغربي تعدد الخيارات وتوزيع المهام على العديد من التطبيقات وعدم اختزال كل شيء في تطبيق واحد. كما أنه فعلياً لديه الكثير من الخيارات في التعاملات المالية كالتطبيقات المختلفة والمحافظ الالكترونية والحوالات البنكية التي تتم رقمياً، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى تطبيق يشمل كل شيء. وبالتالي ينظر الكثير من المشككين إلى مشروع X- corp على أنه غير مناسب أبداً لثقافة الاستهلاك الغربية.
هل لتغيير شعار تويتر وجهة نظر مختلفة؟
بالرغم من جميع الانتقادات والتشكيكات التي طالت هذه الخطوة، إلا أنه على الجانب الآخر يرى بعض الخبراء ومن ضمنهم أحد مؤسسي تويتر “جاك دورسي” أن هذه التغييرات من شأنها النهوض في التطبيق وجعله أفضل للتطلعات المستقبلية والأهداف القادمة.
وأشار دورسي أن التطبيق كان مليئاً بالسلبيات والمشاكل قبل شرائه من قبل ماسك وانتقال ملكيته إلبه، وأن إخراج العصفور من القفص قد يكون هو الحل الأمثل ليتمكن التطبيق من استعادة ثقله في سوق التطبيقات الرقمية، وخاصةً وأن جعله يضم كل شيء سيكون له دوراً كبيراً في ذلك بالرغم من اعتراضات كثير ومقاومة التغيير عند العديد من المستخدمين.
كما أن ماسك سبق وأن أشار عند اعتماد التغييرات الجديدة أن هوية تويتر القديمة لم تعد مناسبة ولا تعبر عن أهداف الموقع، خاصةً بعد العديد من التغييرات التي طالت المنصة في الآونة الأخيرة.
هذا ويرى العديد من الخبراء ان ماسك بحد ذاته يعتبر براند، وهو كعلامة تجارية أكبر من تويتر. أي أنه لطالما كان قادراً من خلال شهرته ومعجبيه وقدرته على الإقناع بأفكاره المبتكرة على إنجاح مشاريعه وإتمام ما بدأ به، بل وإقناع المستثمرين للاستثمار في X- Corp الجديد وإقناع المعلنين لبدء نشاطاتهم التجارية من خلاله.
على الناحية الأخرى بدأ العديد من المحللين يفهون وجهة نظر ماسك وآراءه حول تطبيق ثريدز الجديد من ميتا والذي لم يعتبره منافساً لتويتر من الناحية العملية، خاصةً بعد تغيير شعار تويتر وتغيير سياساته وأهدافه كخطوة أولى ليصيح تطبيقاً لكل شيء. معتمداً على أنه المعلنين والمستثمرين لن يفوتوا فرصة الاستثمار في مكان يجمع عدداً كبيراً من المستخدمين ويقدم لهم كل ما يحتاجون من خلال تسهيلاته وخدماته الجديدة.
فهل ينجح ماسك في مشروعه ويحقق حلمه في استكمال وإنجاح X- corp أم أنها مخاطرة غير محسوبة وقد يتكلل المشروع بالفشل.